الموصل، 8 ديسمبر 2016 – قام برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل الأمم المتحدة) في العراق بنشر تحليل حضري شامل لمدينة الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق و محل تركز حملة عسكرية دولية لتحريرها من الاحتلال من قبل الجماعة الإرهابية التي تطلق على نفسها اسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام (ISIL)."
يتضمن التقرير مسح تقييمي شامل للبنية التحتية في المدينة، والإسكان، والخدمات الاجتماعية، والتركيبة السكانية للمساعدة في تخطيط المساعدات الإنسانية والإنمائية في سياق حساس ومتقلب للغاية في إطار الصراع بين قوات الإحتلال و حكومة العراق.
يقوم التقرير بتسليط الضوء علي العوامل التي ساهمت في الاحتلال في يونيو 2014. و يشير الي الأثر التي خلفته عقود من الإهمال، والهجرة، والإحباط وسوء الخدمات في المناطق العشوائية الأمر الذي خلق مناخاً من العداء الشعبي لدرجة أدت الي سقوط الموصل تحت سيطرة المتمردين قبل 10 يونيو 2014 بفترة طويلة.
و قد زادت المستوطنات غير الرسمية بشكل ملحوظ بعد عام 2003 بسبب نقص الأراضي المخصصة للسكن بأسعار معقولة، ونقص الخدمات والاستثمار في البنية التحتية والفساد وسوء الإدارة حتي أصبحت بعض من هذه المستوطنات "مناطق تتمتع بالحكم الذاتي،" تحتضن التطرف والتشدد.
نظرة ما بعد التحرير
يصف التقرير أيضاً استمرار تدهور الأوضاع في الموصل بعد الاحتلال والهجمات الجوية المتحالفة حيث هاجرت عائلات جديدة الى المدينة من سوريا وأجزاء أخرى من العراق. كما تضررت مرافق التعليم والرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي، والكهرباء، والاتصالات الخدمات أو أصبحت مقيدة بشدة من جانب الاحتلال.
كما يتم تعيين المخاطر البيئية والصحية الجديدة، جنباً إلى جنب مع المواقع الثقافية والأثرية المتبقية في الدراسة لتقديم المشورة للجهات الفاعلة الإنسانية والإنمائية التي تخطط لدخول المدينة بعد التحرير.
وتشير التقديرات إلى أن ما بين 50 و 75 في المائة من المباني الحكومية في المدينة تم تدميرها. يشمل هذا المديريات العامة، والجامعات، و مباني المرافق العامة. مما يضع أعباء إضافية على محاولات الاستقرار وإعادة الإعمار و الجهود التنموية في الموصل.
ويحذر التقرير من مصادر أخرى محتملة للصراع بعد التحرير بسبب النزوح من أصحاب الأملاك الشرعيين. ويخشى أن "مافيا العقارات" ستظهر للاستفادة من هذا الوضع. ونظراً لهذا، يمكن لقضايا الملكية أن تخلق بؤر توتر بين الأفراد والمجتمعات في الفترة المبكرة بعد التحرير في الموصل.
ونظراً لأهمية استقرار الموصل بعد التحرير، يُعد هذا التقرير دليلاً مهماً لوكالات الأمم المتحدة وبرامجها وصناديقها التي تعمل مع الحكومة والجهات المانحة لوضع وتنفيذ البرامج الهادفة والتي ستتناول في الأجلين القصير والطويل أهم الثغرات والمظالم في تلك المدينة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 1.4 مليون نسمة.
ويشمل التقييم عدة توصيات يمكن تفصيلها عند معرفة الحجم الكامل للأضرار والاحتياجات بعد التحرير. وقد وقّع موئل الأمم المتحدة اتفاقاً مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على مواصلة رصد التغيرات الحضرية أثناء وبعد حملة تحرير الموصل، وسوف يستمر تحديث المعلومات عن طريق بوابة البيانات الحضرية لموئل الأمم المتحدة، و هي بوابة عالمية على الانترنت تضم بيانات المدن والاتجاهات الحضرية.
City Profile of Mosul, Iraq: A City Under Siege